في الادبيات المعهودة، ثمة مقولات تحوّلت اكثر من مسلمات "فكرية"، بل "قواعد" اخلاقية"، و"ديموقراطية"، وحتى انسانية، حول مفهوم "الآخر"، والذات، وما بينهما، وما اليهما، من ضمن تحديدات بات من تحافيرها، "الآخر" مصطلحاً شعبياً، (وبالطبع نخبوياً) اتيكياً (خلقياً) يخترق جدران الايديولوجيات الشتى حتى الدينية نفسها، وضمن ما يسمى اليوم، حوار الحضارات، أو صدام الحوارات، وتقاطع المعتقدات الدينية أو الطائفية أو العرقية أو الجغرافية، يبدو هذا المصطلح كأنه معبر لكل هذه التحركات.
وقد "نردّد" هنا مع المرددين وجوب "الاعتراف" بالآخر. و"احترام الآخر"، و"تقبل الآخر"، من خلال رؤى ومقاربات تتقاطع بقدر ما تتعارض. ونظن ان تأكيد مثل هذه الالزامات وبالطريقة التي تقدم بها أحياناً كثيرة، لا يعني سوى غياب الدينامية التي توضح الملامح، والجواهر، والاعراض. ونظن ايضاً ان مثل هذه التراكمات "الحضارية" لم تبرز كمعطيات وطرق تفكير، الا في الزمن الذي جعلت فيها المجموعات المختلفة، مجرد "كتل تاريخية" منفصلة عن بعضها، أو غيتوات عرقية أو ايديولوجية أو دينية، تحت شعارات "التسامح" و"الغفران" (وهي من ارث ديني اصلا أو اقله اخلاقي)، لكي لا نقول في "ذرائع" "اصولية"، أو ميتافيزيقية، أو خصوصيات متقوقعة، أو "هويات" متضاربة، أو اكزوتيكيات عائمة، أو في متاحف اثرية. بهذا المعنى، قد تقود هذه "المفاهيم" (المتسامحة خصوصاً الفوقية أو المغلقة) بين الهويات الى ما يمكن تسميته بالاكتشافات الاثرية. اي التعامل بين تلك المجموعات وكأنه تعامل مع موجودات اثرية وافدة من عوالم منقرضة، بحيث تبدو العلاقة مع ذلك "الآخر" علاقة "هوية" مكتملة بهوية مكتملة، يتم عبرها تحقيق اوهام ملتبسة، وتواصلاً شبه منقطع، بل وعدائية مضمرة (ربما لاوعية)، حيث يبدو "الاختراق" و"التقارب" أو حتى التلاقي أو الاكتشاف انواعاً من المس بهذه "التاريخيات" أو "فجوات" في سُبل القيم الموروثة، والعادات والتقاليد، اي اعتداء على المعطيات والتكاوين. هذا ما دعي بعض ذرائع "الصراع الحضاري" أو "الديني" أو الجغرافي. وكأن مثل هذه "الصراعات" نتائج آلية أو قدرية لكسر الحدود الوهمية بين الاقوام والشعوب" بل كأنها "انحطاطات" مقدسة، تبدو كل محاولة للنهوض بها، وللخروج منها، خروجاً قسرياً من "الذات"، حيث تبدو الذات مآل الذات، ومضمراً رافضاً للذات، ولوهم الذوات الاخرى: إنها المتعلقات تساوي المنغلقات وتمجدها. اذ كي يفسر هذا التمجيد للذات، في لحظات تاريخية سياسية أو ايديولوجية أو حتى فكرية حاسمة سوى نفي الذات اولاًَ، ونفي اي ذات اخرى. (تسمى الآخر). وهذا ما استدعى، على امتداد مراحل وتواريخ، الشعور باستدراج الطموح الى كسر هذه الاحاديات "المتبادلة" في الثورات النهضوية الكبرى، حيث كان للوعي التاريخي، والانساني، ولإلزاماته في تجاوز "الكتل"، و"الاسوار" (الساكنة) رفض ما يعني "الخصوصيات" أو "التابوهات"، أو المراسم القبلية، والعائلية، والمكانية... بحيث تصبح كل نهضة خروجاً من "ذات" وهمية الى حقائق ووقائع هي في الدواخل، وفي الاعماق، وليس مجرد اعتراف بالآخر، الموجود اصلاً، والمتداخل في الذات. فالذات النرجسية وهم. والمتعددة على غير تعداد، هي المكون الفردي والجماعي. والافكار النهضوية، وامتداداتها هي اكتشاف لهذه التعددية، تعددية الكل في الفرد، والفرد في الكل. اكتشاف اللاهوية المطلقة في الهوية النسبية، والهوية النسبية في الهوية المطلقة: جمع بين النهائي واللانهائي، بين الجزئي والعمومي، ليس للوصول الى ما يسمى "الانسان الكوني" (المتشابه المنمذج) بل الانسان الذي يختزن احتمالات وجود كل انسان داخله. وهنا تبدو "الهوية" احياناً كثيرة والثقافية، مجرد ذريعة لتجاوزها، ورميها، خارج كل حدود ثابتة.
واذا كان لنا، في هذه الاسئلة (والهوية ليست سؤالاً تقليدياً ونمطياً من نوع الكيليشيات الرائجة بقدر ما هي احتمالات مجهولة)، ان نقارب موضوع "الترجمة والهوية الثقافية"، فنرى ان هذه المقاربة من المفترض ان تتم، من ضمن ما قلنا سالفاً، اي اكتشاف ما فينا عبر مبادرات معرفية، عند "الغير" (اي عندنا) وعلى هذا الاساس، تبرز الترجمة كعنصر اساسي في مطل النهضات الكبرى: لقاء تمرد "الذات" على الزاماتها المحدودة، وبين انجازات الذات (عند الغير) في خروجها، الى احتمالاتها، الابداعية، والفنية، والفكرية، والسياسية, والاجتماعية والجغرافية والتاريخية والدينية: تصبح كلها، عبر الترجمة، اجزاء في فضاء مفتوح بلا تخوم ولا حذر، ولا خوف: اي انضمام الى "المغامرة" الاوليسية التي تدفع بالانسان الى المجهول (اي ذاته) ليعود محملاً بالمجهول الى مواقعه، اي محملاً بمضمراته المعلنة عند الآخر. كأنما ليس من "حقيقة" للذات قبل نفي ذاتها بالمنتوج الآخر.
فالترجمة، لا تصنع "الهوية"، ولا ما يندرج فيها ومنها، بقدر ما تحاول المساعدة على اختراق الهوية الوهمية (المفردة)، وصولا الى الوهمية (الجماعية)، فلا تكون تقابلاً بين "ثنائيات" متضادة (اصولها دينية مؤدلجة) بل الى تحويل الوصول أي وصول، والانجازات اي انجازات الى بداية رحلة، والى نقصان. بهذا المعنى تكون الهوية هنا، وبفعل الاكتشافات، (عبر الترجمة) حاجة ناقصة، لهوية ناقصة، لا تسعى لا الى اكتمال خصوصي قاتل، ولا الى اكتفاء ذاتي يؤدي الى انطفائها
وقد "نردّد" هنا مع المرددين وجوب "الاعتراف" بالآخر. و"احترام الآخر"، و"تقبل الآخر"، من خلال رؤى ومقاربات تتقاطع بقدر ما تتعارض. ونظن ان تأكيد مثل هذه الالزامات وبالطريقة التي تقدم بها أحياناً كثيرة، لا يعني سوى غياب الدينامية التي توضح الملامح، والجواهر، والاعراض. ونظن ايضاً ان مثل هذه التراكمات "الحضارية" لم تبرز كمعطيات وطرق تفكير، الا في الزمن الذي جعلت فيها المجموعات المختلفة، مجرد "كتل تاريخية" منفصلة عن بعضها، أو غيتوات عرقية أو ايديولوجية أو دينية، تحت شعارات "التسامح" و"الغفران" (وهي من ارث ديني اصلا أو اقله اخلاقي)، لكي لا نقول في "ذرائع" "اصولية"، أو ميتافيزيقية، أو خصوصيات متقوقعة، أو "هويات" متضاربة، أو اكزوتيكيات عائمة، أو في متاحف اثرية. بهذا المعنى، قد تقود هذه "المفاهيم" (المتسامحة خصوصاً الفوقية أو المغلقة) بين الهويات الى ما يمكن تسميته بالاكتشافات الاثرية. اي التعامل بين تلك المجموعات وكأنه تعامل مع موجودات اثرية وافدة من عوالم منقرضة، بحيث تبدو العلاقة مع ذلك "الآخر" علاقة "هوية" مكتملة بهوية مكتملة، يتم عبرها تحقيق اوهام ملتبسة، وتواصلاً شبه منقطع، بل وعدائية مضمرة (ربما لاوعية)، حيث يبدو "الاختراق" و"التقارب" أو حتى التلاقي أو الاكتشاف انواعاً من المس بهذه "التاريخيات" أو "فجوات" في سُبل القيم الموروثة، والعادات والتقاليد، اي اعتداء على المعطيات والتكاوين. هذا ما دعي بعض ذرائع "الصراع الحضاري" أو "الديني" أو الجغرافي. وكأن مثل هذه "الصراعات" نتائج آلية أو قدرية لكسر الحدود الوهمية بين الاقوام والشعوب" بل كأنها "انحطاطات" مقدسة، تبدو كل محاولة للنهوض بها، وللخروج منها، خروجاً قسرياً من "الذات"، حيث تبدو الذات مآل الذات، ومضمراً رافضاً للذات، ولوهم الذوات الاخرى: إنها المتعلقات تساوي المنغلقات وتمجدها. اذ كي يفسر هذا التمجيد للذات، في لحظات تاريخية سياسية أو ايديولوجية أو حتى فكرية حاسمة سوى نفي الذات اولاًَ، ونفي اي ذات اخرى. (تسمى الآخر). وهذا ما استدعى، على امتداد مراحل وتواريخ، الشعور باستدراج الطموح الى كسر هذه الاحاديات "المتبادلة" في الثورات النهضوية الكبرى، حيث كان للوعي التاريخي، والانساني، ولإلزاماته في تجاوز "الكتل"، و"الاسوار" (الساكنة) رفض ما يعني "الخصوصيات" أو "التابوهات"، أو المراسم القبلية، والعائلية، والمكانية... بحيث تصبح كل نهضة خروجاً من "ذات" وهمية الى حقائق ووقائع هي في الدواخل، وفي الاعماق، وليس مجرد اعتراف بالآخر، الموجود اصلاً، والمتداخل في الذات. فالذات النرجسية وهم. والمتعددة على غير تعداد، هي المكون الفردي والجماعي. والافكار النهضوية، وامتداداتها هي اكتشاف لهذه التعددية، تعددية الكل في الفرد، والفرد في الكل. اكتشاف اللاهوية المطلقة في الهوية النسبية، والهوية النسبية في الهوية المطلقة: جمع بين النهائي واللانهائي، بين الجزئي والعمومي، ليس للوصول الى ما يسمى "الانسان الكوني" (المتشابه المنمذج) بل الانسان الذي يختزن احتمالات وجود كل انسان داخله. وهنا تبدو "الهوية" احياناً كثيرة والثقافية، مجرد ذريعة لتجاوزها، ورميها، خارج كل حدود ثابتة.
واذا كان لنا، في هذه الاسئلة (والهوية ليست سؤالاً تقليدياً ونمطياً من نوع الكيليشيات الرائجة بقدر ما هي احتمالات مجهولة)، ان نقارب موضوع "الترجمة والهوية الثقافية"، فنرى ان هذه المقاربة من المفترض ان تتم، من ضمن ما قلنا سالفاً، اي اكتشاف ما فينا عبر مبادرات معرفية، عند "الغير" (اي عندنا) وعلى هذا الاساس، تبرز الترجمة كعنصر اساسي في مطل النهضات الكبرى: لقاء تمرد "الذات" على الزاماتها المحدودة، وبين انجازات الذات (عند الغير) في خروجها، الى احتمالاتها، الابداعية، والفنية، والفكرية، والسياسية, والاجتماعية والجغرافية والتاريخية والدينية: تصبح كلها، عبر الترجمة، اجزاء في فضاء مفتوح بلا تخوم ولا حذر، ولا خوف: اي انضمام الى "المغامرة" الاوليسية التي تدفع بالانسان الى المجهول (اي ذاته) ليعود محملاً بالمجهول الى مواقعه، اي محملاً بمضمراته المعلنة عند الآخر. كأنما ليس من "حقيقة" للذات قبل نفي ذاتها بالمنتوج الآخر.
فالترجمة، لا تصنع "الهوية"، ولا ما يندرج فيها ومنها، بقدر ما تحاول المساعدة على اختراق الهوية الوهمية (المفردة)، وصولا الى الوهمية (الجماعية)، فلا تكون تقابلاً بين "ثنائيات" متضادة (اصولها دينية مؤدلجة) بل الى تحويل الوصول أي وصول، والانجازات اي انجازات الى بداية رحلة، والى نقصان. بهذا المعنى تكون الهوية هنا، وبفعل الاكتشافات، (عبر الترجمة) حاجة ناقصة، لهوية ناقصة، لا تسعى لا الى اكتمال خصوصي قاتل، ولا الى اكتفاء ذاتي يؤدي الى انطفائها
الأربعاء ديسمبر 24, 2014 4:30 am من طرف Nassem
» فوائد الخيار
الأحد نوفمبر 30, 2014 1:22 pm من طرف اية
» كرة كريكت تقتل لاعبا
الأحد نوفمبر 30, 2014 11:16 am من طرف اية
» سجل حضورك اليومى بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 30, 2014 11:09 am من طرف اية
» بطاطس معدلة وراثيا تقاوم "اللفحة المتأخرة"
السبت نوفمبر 29, 2014 10:34 am من طرف اية
» مهرجان كوبنهاغن الدولى للرمال
السبت نوفمبر 29, 2014 9:21 am من طرف اية
» النبيل المتوحش عايز ايميلك بصورة عاجلة
الإثنين أبريل 28, 2014 9:02 pm من طرف Nassem
» واتساب يضيف اجراء المكالمات كخاصية جديدة
الثلاثاء فبراير 25, 2014 12:38 am من طرف Nassem
» بالفيديو.. خروج نيران ودخان من باطن الأرض يثير الذعر في اليمن
الجمعة فبراير 21, 2014 9:35 pm من طرف Nassem
» صخرة عملاقة تتجه نحو الأرض
الإثنين فبراير 17, 2014 7:26 pm من طرف sandy
» تصفيات كاس العالم مباشر نقلا عن الفيفا
الإثنين نوفمبر 18, 2013 2:00 am من طرف Nassem
» انواع الحب التي يجب ان تتجنبها حواء
السبت نوفمبر 02, 2013 4:45 pm من طرف Nassem
» عيد سعيد
الإثنين أكتوبر 14, 2013 4:02 am من طرف Nassem
» حزب الأمة السوداني يلوح بالانشقاق من تحالف المعارضة
الخميس أكتوبر 10, 2013 7:43 pm من طرف tawsul mohamed
» إيتو يعدل عن اعتزاله الدولي وجاهز للمشاركة أمام تونس
الأربعاء أكتوبر 09, 2013 8:49 am من طرف Nassem