الحوثيون.. حرب سعودية إيرانية على أرض اليمن..
2009.09.03 مراسل "الشروق" في صنعاء: محمد الشهاري
الحوثيون.. حرب سعودية إيرانية على أرض اليمن ستة حروب خاضوها ضد الدولة في خمس سنوات
في الاحتفال بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على توليه الحكم في اليمن الذي صادف يوم 17 جويلية 2008 فاجأ الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الجميع بإعلانه وقف العمليات العسكرية في محافظة صعده بشمال البلاد، وكان ذلك الإعلان بمثابة نهاية الحرب الخامسة التي شهدتها المحافظة ضمن سلسلة حروب بين الحكومة اليمنية والحوثيين بدأت العام 2004 وتجددت بنسختها السادسة مطلع شهر أوت 2009.
حينها دخلت صعدة في حالة تشبه "اللا سلم واللا حرب"، فقد كان اتفاق الحكومة اليمنية مع الحوثيين والذي تم بموجبه وقف الحرب الخامسة بينهما هشاً وضعيفاً حسب المراقبين الذين اعتبروه فرصة ليحكم الحوثيون سيطرتهم على صعدة، وبدأ البعض يتحدث عن اتجاه الحوثيين لتشكيل إمارة شيعية في صعدة في الوقت الذي أدارت فيه الدولة ظهرها للحوثي في الشمال لتصرف أنظارها وتنشغل بتداعيات أزمة الجنوب المتصاعدة التي بدأت بحركة احتوت على حزمة من المطالب الحقوقية المشروعة لتصل إلى حد المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله والعودة باليمن الواحد إلى ما كان عليه من تشطير قبل العام 1990.
وكشف تقرير رسمي عن ارتكاب عناصر التمرد التابعة للحوثي العديد من الخروقات والاعتداءات على المواطنين وهتك أعراضهم ونهب ممتلكاتهم منذ إعلان وقف إطلاق النار العام الماضي. وكانت اللجنة الأمنية قد حددت ست نقاط أمام الحوثيين في محافظة صعدة لتحقيق السلام شريطة الالتزام بها دون مماطلة أو تسويف، لكن القائد الميداني لجماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي رفض تلك النقاط -الشروط- التي تطالبهم بالانسحاب من جميع المديريات ورفع كافة النقاط المعيقة لحركة المواطنين والنزول من الجبال والمواقع التي يتمترسون فيها وإنهاء التقطيع وأعمال التخريب وتسليم المعدات التي تم الاستيلاء عليها، مدنية وعسكرية وغيرها، مع الكشف عن مصير المختطفين الأجانب الستة (أسرة ألمانية وبريطاني)، وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية في محافظة صعدة.
ورد الحوثي على البنود الستة بتمسكهم باتفاقية الدوحة التي وقّعها مع السلطة وقال إن اتفاق الدوحة فيه جميع البنود التي تحل قضية صعدة، وأكثر مما ورد في البنود الستة التي حددتها السلطة، ولكن السلطة -حسب قوله- هي من رفضت الاتفاق وعرقلت تنفيذه.
الكثير من المراقبين أشاروا إلى أن اندلاع الحرب السادسة جاءت نتيجة للكثير من المقدمات والأسباب؛ فقبيل أيام من اندلاعها كانت الأخبار الواردة من صعدة تتحدث عن قيام الحوثيين بمناورة عسكرية على الحدود اليمنية السعودية في رسالة واضحة تقول للطرفين على الحدود: نحن هنا.
إمارة شيعية في شمال اليمن
لم يكن خافياً بأن الحوثيين قد استفادوا من الإعلان الرئاسي بوقف العمليات العسكرية في صعدة وامتلكوا خلال الهدنة كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري وسعوا إلى إحداث زعزعة في الجانب الأمني للمواطنين وللتواجد الحكومي في المحافظة على حد سواء؛ فقد بدأوا خلال الأيام الأخيرة قبل اندلاع الحرب السادسة في تسيير دوريات عسكرية على الشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية التي يتهمها الحوثي بأنها تموّل حكومة صنعاء لشن الحرب عليه، وكأن الحوثيين بهذا التحرك يعلنون بذلك اللمسات الأخيرة لإمارتهم المستقلة في صعدة.
ربما كانت الدولة في صنعاء تتابع هذه التطورات بقلق بالغ، ولكنّ صبرها نفد على ما يبدو وخاصة عندما بدأ الحوثيون البحث عن منفذ بحري على البحر الأحمر -مديرية ميدي الساحلية تحديدا- غير أن حكومة صنعاء لم تتماد في تغافلها عن تطورات الأوضاع في صعدة فسرعان ما انتفضت بكل أجهزتها ومؤسساتها معلنة حربها السادسة على الحوثيين، وهي الحرب التي أثارت قلقاً دولياً غير مسبوق، واهتماماً عربياً وخليجياً، حيث تصدرت أنباء الحرب، وما تزال، عناوين الصحف والقنوات العربية والدولية، ويأتي هذا في الوقت الذي تسببت فيه المعارك بنزوح المئات من الأسر من مناطق القتال ووصول عدد النازحين إلى أكثر من مائة ألف شخص منذ بداية الحرب في العام 2004 حسب إحصائيات الهلال الأحمر الدولي.
من هي جماعة الحوثي؟
ظهرت حركة جماعة الحوثيين في اليمن في محافظة صعدة شمال اليمن وهي حركة تصفها الدولة أنها "متمردة وإرهابية وخارجة عن القانون"، وتُعرف بانتمائها للمذهب الزيدي "الشيعي" تنسب إلى العالم اليمني الزيدي بدر الدين الحوثي الذي يعد الأب الروحي للجماعة، وباتت تعرف بالحوثيين أو جماعة الحوثي، وهي امتداد لما يسمى بجماعة "الشباب المؤمن".
ورغم ظهور الحركة فعلياً خلال العام 2004 إثر اندلاع أولى مواجهاتها مع الحكومة اليمنية، فإن بعض المصادر تعيد جذورها في الواقع إلى ثمانينيات القرن الماضي، ففي العام 1986 تم إنشاء "اتحاد الشباب" لتدريس شباب الطائفة الزيدية على يد صلاح أحمد فليتة، وكان من ضمن مدرسيه مجد الدين المؤيدي وبدر الدين الحوثي.
وعقب الوحدة اليمنية التي قامت في مايو 1990 وفتح المجال أمام التعددية الحزبية، تحول الاتحاد من الأنشطة التربوية إلى مشروع سياسي من خلال "حزب الحق" الذي يمثل الطائفة الزيدية.
منتدى الشباب المؤمن
تم تأسيسه خلال العام 1992 على يد محمد بدر الدين الحوثي وبعض رفاقه كمنتدى للأنشطة الثقافية، ثم حدثت به انشقاقات، ويقال ان حزب المؤتمر الشعبي العام "الحاكم" هو من قام بداية بدعم "منتدى الشباب المؤمن" بهدف تقويته ضد اكبر الاحزاب الاسلامية والمعارضة في البلاد (التجمع اليمني للاصلاح).
وفي العام 1997 تحول المنتدى على يد حسين بدر الدين الحوثي من الطابع الثقافي الى حركة سياسية تحمل اسم "تنظيم الشباب المؤمن" آنذاك، غادر كل من صلاح احمد فليتة ومجد الدين المؤيدي التنظيم واتهماه بمخالفة المذهب الزيدي، وقد اتخذ المنتدى منذ 2002 شعار "الله اكبر.. الموت أ.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام" الذي يردده عقب كل صلاة ويكتبه على جدران المساجد والمباني والممرات العامة، وهو شعار مقتبس من الثورة الاسلامية الايرانية بقيادة "الخميني".
وتشير بعض المصادر الى ان منع السلطات اتباع الحركة من ترديد شعارهم بالمساجد كان احد اهم اسباب اندلاع المواجهات بين الجماعة والحكومة اليمنية.
2009.09.03 مراسل "الشروق" في صنعاء: محمد الشهاري
الحوثيون.. حرب سعودية إيرانية على أرض اليمن ستة حروب خاضوها ضد الدولة في خمس سنوات
في الاحتفال بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على توليه الحكم في اليمن الذي صادف يوم 17 جويلية 2008 فاجأ الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الجميع بإعلانه وقف العمليات العسكرية في محافظة صعده بشمال البلاد، وكان ذلك الإعلان بمثابة نهاية الحرب الخامسة التي شهدتها المحافظة ضمن سلسلة حروب بين الحكومة اليمنية والحوثيين بدأت العام 2004 وتجددت بنسختها السادسة مطلع شهر أوت 2009.
حينها دخلت صعدة في حالة تشبه "اللا سلم واللا حرب"، فقد كان اتفاق الحكومة اليمنية مع الحوثيين والذي تم بموجبه وقف الحرب الخامسة بينهما هشاً وضعيفاً حسب المراقبين الذين اعتبروه فرصة ليحكم الحوثيون سيطرتهم على صعدة، وبدأ البعض يتحدث عن اتجاه الحوثيين لتشكيل إمارة شيعية في صعدة في الوقت الذي أدارت فيه الدولة ظهرها للحوثي في الشمال لتصرف أنظارها وتنشغل بتداعيات أزمة الجنوب المتصاعدة التي بدأت بحركة احتوت على حزمة من المطالب الحقوقية المشروعة لتصل إلى حد المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله والعودة باليمن الواحد إلى ما كان عليه من تشطير قبل العام 1990.
وكشف تقرير رسمي عن ارتكاب عناصر التمرد التابعة للحوثي العديد من الخروقات والاعتداءات على المواطنين وهتك أعراضهم ونهب ممتلكاتهم منذ إعلان وقف إطلاق النار العام الماضي. وكانت اللجنة الأمنية قد حددت ست نقاط أمام الحوثيين في محافظة صعدة لتحقيق السلام شريطة الالتزام بها دون مماطلة أو تسويف، لكن القائد الميداني لجماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي رفض تلك النقاط -الشروط- التي تطالبهم بالانسحاب من جميع المديريات ورفع كافة النقاط المعيقة لحركة المواطنين والنزول من الجبال والمواقع التي يتمترسون فيها وإنهاء التقطيع وأعمال التخريب وتسليم المعدات التي تم الاستيلاء عليها، مدنية وعسكرية وغيرها، مع الكشف عن مصير المختطفين الأجانب الستة (أسرة ألمانية وبريطاني)، وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية في محافظة صعدة.
ورد الحوثي على البنود الستة بتمسكهم باتفاقية الدوحة التي وقّعها مع السلطة وقال إن اتفاق الدوحة فيه جميع البنود التي تحل قضية صعدة، وأكثر مما ورد في البنود الستة التي حددتها السلطة، ولكن السلطة -حسب قوله- هي من رفضت الاتفاق وعرقلت تنفيذه.
الكثير من المراقبين أشاروا إلى أن اندلاع الحرب السادسة جاءت نتيجة للكثير من المقدمات والأسباب؛ فقبيل أيام من اندلاعها كانت الأخبار الواردة من صعدة تتحدث عن قيام الحوثيين بمناورة عسكرية على الحدود اليمنية السعودية في رسالة واضحة تقول للطرفين على الحدود: نحن هنا.
إمارة شيعية في شمال اليمن
لم يكن خافياً بأن الحوثيين قد استفادوا من الإعلان الرئاسي بوقف العمليات العسكرية في صعدة وامتلكوا خلال الهدنة كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري وسعوا إلى إحداث زعزعة في الجانب الأمني للمواطنين وللتواجد الحكومي في المحافظة على حد سواء؛ فقد بدأوا خلال الأيام الأخيرة قبل اندلاع الحرب السادسة في تسيير دوريات عسكرية على الشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية التي يتهمها الحوثي بأنها تموّل حكومة صنعاء لشن الحرب عليه، وكأن الحوثيين بهذا التحرك يعلنون بذلك اللمسات الأخيرة لإمارتهم المستقلة في صعدة.
ربما كانت الدولة في صنعاء تتابع هذه التطورات بقلق بالغ، ولكنّ صبرها نفد على ما يبدو وخاصة عندما بدأ الحوثيون البحث عن منفذ بحري على البحر الأحمر -مديرية ميدي الساحلية تحديدا- غير أن حكومة صنعاء لم تتماد في تغافلها عن تطورات الأوضاع في صعدة فسرعان ما انتفضت بكل أجهزتها ومؤسساتها معلنة حربها السادسة على الحوثيين، وهي الحرب التي أثارت قلقاً دولياً غير مسبوق، واهتماماً عربياً وخليجياً، حيث تصدرت أنباء الحرب، وما تزال، عناوين الصحف والقنوات العربية والدولية، ويأتي هذا في الوقت الذي تسببت فيه المعارك بنزوح المئات من الأسر من مناطق القتال ووصول عدد النازحين إلى أكثر من مائة ألف شخص منذ بداية الحرب في العام 2004 حسب إحصائيات الهلال الأحمر الدولي.
من هي جماعة الحوثي؟
ظهرت حركة جماعة الحوثيين في اليمن في محافظة صعدة شمال اليمن وهي حركة تصفها الدولة أنها "متمردة وإرهابية وخارجة عن القانون"، وتُعرف بانتمائها للمذهب الزيدي "الشيعي" تنسب إلى العالم اليمني الزيدي بدر الدين الحوثي الذي يعد الأب الروحي للجماعة، وباتت تعرف بالحوثيين أو جماعة الحوثي، وهي امتداد لما يسمى بجماعة "الشباب المؤمن".
ورغم ظهور الحركة فعلياً خلال العام 2004 إثر اندلاع أولى مواجهاتها مع الحكومة اليمنية، فإن بعض المصادر تعيد جذورها في الواقع إلى ثمانينيات القرن الماضي، ففي العام 1986 تم إنشاء "اتحاد الشباب" لتدريس شباب الطائفة الزيدية على يد صلاح أحمد فليتة، وكان من ضمن مدرسيه مجد الدين المؤيدي وبدر الدين الحوثي.
وعقب الوحدة اليمنية التي قامت في مايو 1990 وفتح المجال أمام التعددية الحزبية، تحول الاتحاد من الأنشطة التربوية إلى مشروع سياسي من خلال "حزب الحق" الذي يمثل الطائفة الزيدية.
منتدى الشباب المؤمن
تم تأسيسه خلال العام 1992 على يد محمد بدر الدين الحوثي وبعض رفاقه كمنتدى للأنشطة الثقافية، ثم حدثت به انشقاقات، ويقال ان حزب المؤتمر الشعبي العام "الحاكم" هو من قام بداية بدعم "منتدى الشباب المؤمن" بهدف تقويته ضد اكبر الاحزاب الاسلامية والمعارضة في البلاد (التجمع اليمني للاصلاح).
وفي العام 1997 تحول المنتدى على يد حسين بدر الدين الحوثي من الطابع الثقافي الى حركة سياسية تحمل اسم "تنظيم الشباب المؤمن" آنذاك، غادر كل من صلاح احمد فليتة ومجد الدين المؤيدي التنظيم واتهماه بمخالفة المذهب الزيدي، وقد اتخذ المنتدى منذ 2002 شعار "الله اكبر.. الموت أ.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام" الذي يردده عقب كل صلاة ويكتبه على جدران المساجد والمباني والممرات العامة، وهو شعار مقتبس من الثورة الاسلامية الايرانية بقيادة "الخميني".
وتشير بعض المصادر الى ان منع السلطات اتباع الحركة من ترديد شعارهم بالمساجد كان احد اهم اسباب اندلاع المواجهات بين الجماعة والحكومة اليمنية.
الأربعاء ديسمبر 24, 2014 4:30 am من طرف Nassem
» فوائد الخيار
الأحد نوفمبر 30, 2014 1:22 pm من طرف اية
» كرة كريكت تقتل لاعبا
الأحد نوفمبر 30, 2014 11:16 am من طرف اية
» سجل حضورك اليومى بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 30, 2014 11:09 am من طرف اية
» بطاطس معدلة وراثيا تقاوم "اللفحة المتأخرة"
السبت نوفمبر 29, 2014 10:34 am من طرف اية
» مهرجان كوبنهاغن الدولى للرمال
السبت نوفمبر 29, 2014 9:21 am من طرف اية
» النبيل المتوحش عايز ايميلك بصورة عاجلة
الإثنين أبريل 28, 2014 9:02 pm من طرف Nassem
» واتساب يضيف اجراء المكالمات كخاصية جديدة
الثلاثاء فبراير 25, 2014 12:38 am من طرف Nassem
» بالفيديو.. خروج نيران ودخان من باطن الأرض يثير الذعر في اليمن
الجمعة فبراير 21, 2014 9:35 pm من طرف Nassem
» صخرة عملاقة تتجه نحو الأرض
الإثنين فبراير 17, 2014 7:26 pm من طرف sandy
» تصفيات كاس العالم مباشر نقلا عن الفيفا
الإثنين نوفمبر 18, 2013 2:00 am من طرف Nassem
» انواع الحب التي يجب ان تتجنبها حواء
السبت نوفمبر 02, 2013 4:45 pm من طرف Nassem
» عيد سعيد
الإثنين أكتوبر 14, 2013 4:02 am من طرف Nassem
» حزب الأمة السوداني يلوح بالانشقاق من تحالف المعارضة
الخميس أكتوبر 10, 2013 7:43 pm من طرف tawsul mohamed
» إيتو يعدل عن اعتزاله الدولي وجاهز للمشاركة أمام تونس
الأربعاء أكتوبر 09, 2013 8:49 am من طرف Nassem